في السنوات الأخيرة، انتشر مصطلح "عدم تحمل التغذية" على نطاق واسع في المجال الطبي. وما إن يُذكر مصطلح التغذية المعوية، حتى يربطه العديد من الطاقم الطبي أو المرضى وعائلاتهم. فما المقصود تحديدًا بـ "تحمل التغذية المعوية"؟ في الممارسة السريرية، ماذا لو كان المريض يعاني من عدم تحمل التغذية المعوية؟ في الاجتماع السنوي الوطني لطب الرعاية الحرجة لعام ٢٠١٨، أجرى مراسلنا مقابلة مع البروفيسورة جاو لان من قسم الأعصاب في المستشفى الأول بجامعة جيلين.
في الممارسة السريرية، لا يحصل العديد من المرضى على تغذية كافية من خلال نظامهم الغذائي العادي بسبب أمراضهم. ويحتاج هؤلاء المرضى إلى دعم غذائي معوي. إلا أن التغذية المعوية ليست بهذه البساطة التي يتصورها البعض. وخلال عملية التغذية، يواجه المرضى تساؤلاً حول قدرتهم على تحملها.
أشارت البروفيسورة غاو لان إلى أن التحمل مؤشر على وظيفة الجهاز الهضمي. وقد أظهرت الدراسات أن أقل من 50% من مرضى الطب الباطني يستطيعون تحمل التغذية المعوية الكاملة في مرحلة مبكرة؛ بينما يعاني أكثر من 60% من مرضى وحدة العناية المركزة من انقطاع مؤقت في التغذية المعوية بسبب عدم تحمل الجهاز الهضمي أو اضطرابات حركية الجهاز الهضمي. عندما يُصاب المريض بعدم تحمل التغذية، فقد يؤثر ذلك على كمية التغذية المستهدفة، مما يؤدي إلى نتائج سريرية سلبية.
إذن، كيف يُمكن الحكم على تحمّل المريض للتغذية المعوية؟ أوضحت البروفيسورة جاو لان أن أصوات أمعاء المريض، ووجود قيء أو ارتجاع، وإسهال، وتوسّع معوي، وزيادة في رواسب المعدة، ووصول الطعام إلى الحجم المطلوب بعد يومين إلى ثلاثة أيام من التغذية المعوية، وغيرها من المؤشرات تُقيّم تحمّل المريض للتغذية المعوية.
إذا لم يشعر المريض بأي انزعاج بعد تطبيق التغذية المعوية، أو إذا حدث انتفاخ في البطن وإسهال وارتجاع بعد تطبيق التغذية المعوية، ثم خفت حدته بعد العلاج، فيمكن اعتبار حالة المريض مقبولة. إذا عانى المريض من القيء وانتفاخ في البطن وإسهال بعد تلقي التغذية المعوية، يُعطى علاجًا مناسبًا ويُوقف لمدة ١٢ ساعة، وإذا لم تتحسن الأعراض بعد إعادة إعطاء نصف التغذية المعوية، فهذا يُعتبر عدم تحمل للتغذية المعوية. يمكن أيضًا تقسيم عدم تحمل التغذية المعوية إلى عدم تحمل معدي (احتباس معدي، قيء، ارتجاع، شفط، إلخ) وعدم تحمل معوي (إسهال، انتفاخ، زيادة الضغط داخل البطن).
وأشارت البروفيسورة جاو لان إلى أنه عندما يصاب المرضى بعدم تحمل التغذية المعوية، فإنهم عادة ما يتعاملون مع الأعراض وفقًا للمؤشرات التالية.
المؤشر 1: القيء.
تأكد من أن أنبوب الأنف المعدي في الوضع الصحيح؛
تقليل معدل ضخ العناصر الغذائية بنسبة 50٪؛
استخدم الدواء عند الضرورة.
المؤشر 2: أصوات الأمعاء.
إيقاف التسريب الغذائي؛
إعطاء الدواء؛
قم بإعادة الفحص كل ساعتين.
المؤشر الثالث: انتفاخ البطن/الضغط داخل البطن.
يمكن أن يعكس الضغط داخل البطن بشكل شامل الوضع العام لحركة الأمعاء الدقيقة وتغيرات وظيفة الامتصاص، وهو مؤشر على تحمل التغذية المعوية لدى المرضى المصابين بأمراض خطيرة.
في حالة ارتفاع ضغط الدم داخل البطن الخفيف، يمكن الحفاظ على معدل ضخ التغذية المعوية، ويمكن إعادة قياس الضغط داخل البطن كل 6 ساعات؛
عند ارتفاع الضغط داخل البطن بشكل معتدل، يُخفَّض معدل التسريب بنسبة 50%، ويُجرى تصوير بطني بسيط لاستبعاد انسداد الأمعاء، ويُكرَّر الاختبار كل 6 ساعات. إذا استمر انتفاخ البطن لدى المريض، يُمكن استخدام أدوية مُقوِّية للمعدة حسب حالته. في حال ارتفاع الضغط داخل البطن بشكل حاد، يجب إيقاف التسريب الغذائي المعوي، ثم إجراء فحص مُفصَّل للجهاز الهضمي.
المؤشر رقم 4: الإسهال.
هناك أسباب عديدة للإسهال، مثل نخر الغشاء المخاطي المعوي، والتساقط، والتآكل، وانخفاض الإنزيمات الهضمية، ونقص تروية الأمعاء، والوذمة المعوية، واختلال توازن البكتيريا المعوية.
تتمثل طريقة العلاج في إبطاء معدل التغذية، أو تخفيف مزرعة المغذيات، أو تعديل تركيبة التغذية المعوية؛ مع اتباع علاج مُحدد حسب سبب الإسهال أو حجمه. تجدر الإشارة إلى أنه عند حدوث الإسهال لدى مرضى وحدة العناية المركزة، لا يُنصح بإيقاف التغذية المعوية، بل يجب الاستمرار في التغذية، مع تحديد سبب الإسهال لتحديد خطة العلاج المناسبة.
المؤشر الخامس: بقايا المعدة.
هناك سببان لتراكم المعدة: عوامل مرضية وعوامل علاجية.
تشمل عوامل المرض التقدم في السن، والسمنة، ومرض السكري أو ارتفاع سكر الدم، وخضوع المريض لعملية جراحية في البطن، وما إلى ذلك؛
وتشمل العوامل الدوائية استخدام المهدئات أو المواد الأفيونية.
تتضمن استراتيجيات حل بقايا المعدة إجراء تقييم شامل للمريض قبل تطبيق التغذية المعوية، واستخدام الأدوية التي تعزز حركة المعدة أو الوخز بالإبر عند الضرورة، واختيار المستحضرات التي لها إفراغ معدي سريع؛
يتم إعطاء التغذية عن طريق الاثني عشر والصائم عندما يكون هناك الكثير من بقايا المعدة؛ يتم اختيار جرعة صغيرة للتغذية الأولية.
المؤشر السادس: الارتجاع/الشفط.
ولمنع الاستنشاق، يقوم الطاقم الطبي بقلب المريض وامتصاص إفرازات الجهاز التنفسي قبل التغذية الأنفية لدى المرضى الذين يعانون من ضعف الوعي؛ وإذا سمحت الحالة، يتم رفع رأس المريض وصدره بمقدار 30 درجة أو أعلى أثناء التغذية الأنفية، وبعد التغذية الأنفية يتم الحفاظ على وضعية شبه مستلقية لمدة نصف ساعة.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم جدًا أيضًا مراقبة تحمل المريض للتغذية المعوية بشكل يومي، ويجب تجنب الانقطاع السهل للتغذية المعوية.
وقت النشر: ١٦ يوليو ٢٠٢١